Pages

الأحد، 3 فبراير 2013

نوسة الفتاة الارنوبة



قصة قصيرة
نسنوسة فتاة صغيرة عادية جميلة جدا ولدت في عائلة متوسطة ولها 3 إخوة يحبنها كثيرا
لم تكن تعلم أن القدر يخفى لها الكثير ، كبرت في أمان وسط دفئ وحنان العائلة وخاصة وأنها الصغيرة المدللة لذا نالت حب الإخوة والأبوين معا.
ذات مرة في ليلة كانت باردة وثلوج كثيفة نامت في فراش دافئ من حرير ولما
إستسلمت للنوم سمعت صوت واستيقظت لكنها لم ترى شيئا ولم تسمع مرة أخرى فعادت للأحلام وكلما سمعت صوت إستيقضت وهكذا حتى الصباح
وجدت في باب البيت أرنب صغير عندما كانت ذاهبة إلى المدرسة لكنه ميت لم يكن الجو ليتركه على قيد الحياة وخاصة أنه صغير جدا
أخذته وبكت عليه لانه ما يزال صغيرا للعيش وحده في الخلاء
وفي الليلة التالية دخلت الفراش لتنام كالعادة وهذه المرة حلمت حلما أخافها كثيرا ، حيث شاهدت في الحلم أرنب يتكلم معها قائلا :أنا أم الأرنب الصغيرالذي مات اليوم امام الباب وأحّملك المسؤولية لعدم إكتراثك به وهو صغير وعندما كان يطلب منك المساعدة لم تفعلي فقلبك قاس جدا على ولدي وساكون قاسية جدا معك.
قالت لم أكن أسمع جيدا وضننت أنني كنت أحلم فقط .
قالت طبعا لأن قلبك قاس إن صوت الحيوان يسمع فقط في الأحلام وإن قمت وتركت نفسك لفتحت الباب بدون حتى أن تستيقضي ، لذا أنا أعاقبك الآن .ورحلت وتركت الفتاة حزينة خائفة .
لإستيقضت في اليوم التالي وحكت الحلم لأمها وطمئنتها أنه مجرد كابوس من تأثرها الكبير من الأرنب الميت.
كيف يكون ثأر الأرنبة الأم لها يا ترى؟؟؟؟؟؟؟؟
وفي يوم آخر ككل يوم إرتدت نسنوسة ثياب النوم ودخلت الفراش لكنها لم تستطع النوم خوفا من الكوابيس أو ربما شعورها بالذنب أيضا والحسرة على الأرنب الصغير.
لما أشارت الساعة  لمنتصف الليل لم تكن نائمة بعد ،وبعد أن إنطبق عقربي الساعة تماما منتصف الليل حدث ما لم يكن في الحسبان تحولت نسنوسة إلى أرنوبة وبدأ وجهها يتحول وأسنانها وشوارب تظهر بلون أبيض وجلدها أصبح مكسوا بريش أبيض حتى إكتملت وأصبحت أرنب بحجم إنسان .
لم تعرف كيف تتصرف فستانها اصبح ضيقا عليها وبدت كالمجنونة تنظر للمرآة وتبكي وبقيت صاحية إلى ان  بدأ الفجر بالبروز وعادت ثانية لوضعها الطبيعي ، أما الأرنوبة  الام  كانت معها طول الليل تراقبها كيف ستتصرف لترى الهزيمة في عين نسنوسة ولتشفي غليلها .
إستمر الحال على ما عليه كل ليلة تتحول إلى أرنوبة داخل غرفتها ولا أحد يعلم بعد.
وفي ليلة ظهرت أم الأرنب وقالت لها كيف حالك يا نوسة يا أرنوبة ، هل وجدت نفسك في جلد الأرنب .
نوسة : لقد حولت حياتي لجحيم وإلى كابوس مزعج رغم أنني لم أفعل لك شيئا ولم أكن المسؤولة في موت إبنك ، بل أنت وحدك المسؤولة.
الأرنوبة : وكيف ذلك ؟
نوسة : أين كنت عندما خرج إبنك للعراء ؟ هل دفيته وحميته كأم ؟
شعرت أم الأرنب بالألم والذنب فبكت ثم قالت :
لقد خرج ولم أشعر به وإخوته ايضا  نيام و لم تنتبه لكانوا أخبروني وعندما صحوت من النوم لم أجده لكن سمعت صوته ينادي ويقول إفتحوا لي الباب ، وصلت في آخر لحظة قبل موته لم أستطع أن أفعل له شيئ. لكن أحس بدفئ حناني عند موته وطلب مني السماح على ما فعله وسامحته وسامحني على التقصير في حقه.
نوسة : أعلم مدى تأثرك بهذا الأمر ، لكن لست المسؤولة فقد ظلمتيني أيضا معه.
أم الأرنب : فعلا أنت لست مخطئة لكن الآن لا أستطيع أن أعيدك إلى هيئتك الأولى لكني سأحاول أن أرشدك أكثر وأعطيك سلاحا تدافعين به عن نفسك.
في صباح الغد نهضت نوسة متفائلة نوعا ما ومعتادة أيضا على الهيئة الجديدة أو الباس الجديد في كل ليلة وشعرت بقليل من الراحة وتقبل الوضع رغم صعوبته وبدأت اليوم بنشاط كبير وأحست أنها تملك قوة كامنة داخلها تستطيع أن تقفز وأن ترتفع شيئا فشيئا في السماء ، إكتشفت عادات جديدة  خارقة  فيها وأنها قادرة على الركض بسرعة وفعل أشياء أخرى مفيدة.
وفي الليل عند وصول الساعة منتصف الليل قررت أن تخرج للعالم بهيئتها تلك ووضعت على وجهها غطاء لكي لا يتعرف عليها أحد وإستطاعت بعد محاولات كثيرة أن تكسب قوة كبيرة جعلتها مميزة.
جعلت من نفسها صديقة الضعفاء وحمت الكثير من الناس الفقراء و قبضت على عصابات الليل وقطاع الطريق وعمال الفساد وجعلت من نفسها أيضا صديقة المحيط وكرست وقتها ليلا لفعل الخير. لكن دائما تتساءل كيف أستطيع ان تكبر هكذا و ان تعيش و أن أتزوج في المستقبل .
ورغم هذا كله فالعالم الجديد يروق لها وعطر الحرية ينعش روحها. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق